موارد لتوثيق جرائم وانتهاكات الأنظمة المستبدة

بواسطةنجوى هماميDec 18, 2023 في موضوعات متخصصة
صورة

في ظلّ أنظمة القمع والاستبداد، يبقى دور الصحفيين/ات في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان أمرًا حيويًا لنشر الحقيقة وتعزيز العدالة. تواجههم العديد من العقبات والتحديات، ولكنهم يبقون ملتزمين بمهمتهم في كشف الجرائم والانتهاكات التي تحدث في الخفاء، وبالتالي يعيش الصحفيون/ات في حرب معلومات يكونون فيها بين مطرقة التضليل وسندان بطش الدولة.  

وفي ظلّ أوضاع تعتريها قلة الشفافية والحرية في الوصول إلى المعلومات، يعتمد الصحفيون/ات على مجموعة من الموارد لمساعدتهم في كشف الحقائق ونشر الأخبار. في هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض المصادر والأدوات المفيدة التي يمكن للصحفيين الاعتماد عليها للعثور على البيانات وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، لكن قبل ذلك لنتعرف على أشكال هذه الانتهاكات. 

أشكال القمع المعلوماتي 

  • تتطلب عملية توثيق انتهاكات حقوق الإنسان تفانيًا واهتمامًا بالتفاصيل، ويجب أن يكون الصحفيون/ات حذرين ومهنيين في جمع ونشر المعلومات، مع مراعاة الأخلاقيات والقوانين المحلية والدولية، وطلبًا للمعلومة يواجهون أشكالًا متعددة من محاولات تكميم الأفواه والتي تكون الحكومات مصدرها الأول. 
  • القمع الحكومي: قد تعترض الحكومات في أنظمة القمع على جهود الصحفيين للبحث والتوثيق وتكون قاسية في تقييدهم أو حتى معاقبتهم قانونيًا.
  • قوانين الصمت: يمكن للحكومات وضع قوانين تقييدية تمنع الصحفيين من نشر معلومات حول مواضيع حساسة مثل حقوق الإنسان والفساد والقضايا الإرهابية، كما هو الأمر في تونس مع المرسوم عدد 54 المتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال والذي يعد نوعًا من أنواع ترهيب الصحفيين/ات وضربًا لمبدأ حرية التعبير بعرض الحائط عبر اتخاذه العقوبة السجنية حلًا لكل ناقد للسلطة. 
  • التحقيقات الصعبة: بعض الجرائم والانتهاكات تكون صعبة للتحقيق فيها نظرًا للسرية المحيطة بها، مثل الانتهاكات داخل السجون أو الانتهاكات التي تقع في مناطق معزولة.
  • تهديدات وعنف: قد يواجه الصحفيون تهديدات بالعنف الجسدي أو التشهير عند محاولتهم توثيق جرائم حقوق الإنسان ويتعرضون للقتل في مناطق النزاع. وفقًا لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، بلغ عدد الصحفيين المفقودين 165 منذ عام 2000 حتى آخر تحديث صادر في 2023. وقد شملت القائمة 37 دولة، لتتصدر سوريا الدول ذات السجل الأعلى بعدد الصحفيين المفقودين الذي يبلغ 33.  
  • حجب الإنترنت: يمكن أن تقوم الحكومات بقطع الإنترنت أو منع مواقع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي لمنع انتشار المعلومات وهو ما تستعمله الحكومات الاستبدادية المدعية للديمقراطية غير المعترفة بحرية التعبير.  
  • السيطرة على وسائل الإعلام: في بعض الأنظمة، تكون وسائل الإعلام تحت سيطرة الحكومة، مما يقلل من قدرة الصحفيين على نشر معلومات حول انتهاكات حقوق الإنسان.
  • التخويف والابتزاز: قد يتعرض الصحفيون للتخويف والابتزاز من قبل الجهات المعنية بالجرائم أو الانتهاكات، فيلجأ كل متهم بالفساد أو كل من يخاف كشف أسراره لا سيما في جرائم الحرب للاعتماد على آلة الكذب المعلوماتي وتزييف الحقائق معتمدًا على صحافته المأجورة التي تعمل تحت الطلب ولمن يدفع أكثر. 
  • قيود السفر: تمنع بعض الحكومات الصحفيين من السفر إلى المناطق المعنية بالانتهاكات أو الأماكن التي تشهد أحداثًا هامة، وبعض البلدان لا تعطي تأشيرة السفر للصحفيين بالذات حتى لا يصل صوت من يريد المسؤولون إسكاتهم. 
  • تتطلب هذه الظروف من الصحفيين أن يكونوا حذرين ومستعدين للعمل بشكل ذكي ومهني للتغلب على تلك العقبات والكشف عن الحقائق وذلك بالاعتماد على مجموعة من الأدوات البديلة. 

كيف يمكنني توثيق انتهاكات حقوق الإنسان؟ 

  • المنظمات الحقوقية: العديد من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية تعمل على مراقبة وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان. يمكن للصحفيين التعاون مع هذه المنظمات للحصول على البيانات والتقارير.
  • موقع منظمة العفو الدولية.
  •  قاعدة بيانات مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. 
  • موقع منظمة هيومن رايتس ووتش.
  • المصادر الرسمية: قد تكون هناك مصادر حكومية تقدم بيانات ومعلومات مهمة. يمكن للصحفيين البحث في الأوامر التنفيذية والتقارير الرسمية.
  • الصحفيون المستقلون: تجربة الصحفيين المستقلين في جمع المعلومات وتوثيق الأحداث تكون مهمة. يمكنهم استخدام شبكاتهم ومصادرهم الخاصة. 
  • تكنولوجيا الإنترنت: يقدّم الإنترنت الوصول إلى مصادر غنية بالبيانات. يمكن للصحفيين البحث عبر مواقع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي للعثور على معلومات مهمة. 
  • الأدوات التحليلية: استخدام أدوات التحليل البياني والبرمجة يمكن أن يساعد الصحفيين في تحليل البيانات وكشف الأنماط. 
  • المصادر المحلية: يمكن أن يجد الصحفيون مصادر محلية ذات أهمية تساهم في توثيق الأحداث والجرائم ويكون المواطنون والمجتمع المدني أهم عناصرها. وهذه بعض المواقع التي يمكنكم استخدامها بحثًا عن مصادر: 

منصة مرصد حقوق الإنسان  

 أداة رصد منظمة العفو الدولية 

 قاعدة بيانات البنك الدولي حول الحوكمة  

مؤشرات الحرية الصادرة عن Freedom House  

تقارير الشفافية الدولية حول الفساد  

موقع اليونيسكو حول حرية التعبير 

 تقارير مراسلون بلا حدود حول حرية الصحافة 

قاعدة بيانات الاتحاد الأوروبي حول حقوق الإنسان 

تقارير لجنة حماية الصحفيين  

مؤشر الديمقراطية الصادر عن المجلة الاقتصادية 

مؤشر سيادة القانون من المشروع العالمي للعدالة  

worldjustice 

إن كنت ممن يتعرضون لهذه المعوّقات، فهذه بعض النصائح للحصول على المعلومات في الأنظمة الاستبدادية:  

1-استخدام التكنولوجيا بحذر مثل تطبيقات التشفير وشبكات VPN لحماية هويتك ومعلوماتك. 

2- بناء شبكة من المصادر الموثوقة داخل الحكومة والمؤسسات. 

 3-الاستفادة من تسريبات المعلومات والوثائق السرية عبر منصات آمنة.  

4-جمع المعلومات من اللاجئين والمعارضين وضحايا الانتهاكات خارج البلد.  

5-استخدام طلبات الحصول على المعلومات العامة في الدول التي تسمح بذلك.  

6-التنقل بحذر وعدم جذب الانتباه أثناء جمع المعلومات الحساسة.  

7-التحقق من صحة ودقة المعلومات من مصادر متعددة قبل نشرها. 

 8-حماية مصادرك وعدم الكشف عن هويتهم بدون إذن.  

9-استخدام أدوات أرشفة المواقع للوصول إلى المحتوى المحذوف ومن بينها Wayback Machine وGoogle Cache Browser.

10- التزم بمعايير السلامة ولا تكن أنت الخبر.